آراء ومقالات

سهير محمد عوض كتبت: ياجبل مايهزك ريح

أفريكابرس24

قوّة الشعب السوداني – كما قلتُ سابقاً – هزمت مشروعاً عالمياً عسكرياً وسياسياً استهدف السودان. لقد شاهدنا الأسلحة التي استُخدمت ضد المواطنين، ورأينا حجم المقاتلين الذين جاءت بهم الإمارات كمرتزقة من كل أنحاء العالم.
هذه الحرب أكّدت عظمة هذا البلد؛ فلولا عظمته لما رأينا كل هذا التكالُب عليه وتسخير الإمكانيات ضده. ولهذا يريدون سرقة انتصاراته بحديث عن “هدنة” أو “إيقاف الحرب” بكل السبل الممكنة، لأنّ كبرياءهم يأبى الاعتراف بالهزيمة، ولأنّ انهيار تجارة السلاح يضغط عليهم.
توحّد الشعب مع جيشه وحملُه السلاح كان لوحة لا مثيل لها، وتحدّياً واضحاً لتلك الدول مجتمعة، كي يرى العالم كرامته وعزّته. وقد ضحّى الشعب بكل شيء من أجل وطنه.
بابنوسة ما زالت صامدة. وقلتُ أيضاً إنّ هذه الحرب تعتمد اعتماداً كبيراً على الإعلام، وقد كان هناك تعتيمٌ إعلامي مصطنع في بدايتها. والدليل أنّ كل القنوات التي غطّت الشأن السوداني كانت تردد:
– حرب بين جنرالين
ثم أصبحت:
– حرب بين قوات الدعم السريع وجيش الفلول
ثم:
– بين متمرّدين والجيش السوداني
حتى ظهرت الحقيقة:
– حرب على الشعب، مموّلة بالكامل من الإمارات.

ومع ظهور الحق، ارتفعت أصوات الإدانة. ولم يكن ذلك ليحدث لولا غباؤهم وتصويرهم جرائمَهم بأنفسهم واعترافهم بها. ومنذ تلك اللحظة انقلب السحر على الساحر.
لقد شُنّت على الإمارات حربٌ إعلامية لم تشهدها منذ نشأتها في السبعينات، وما تزال تتصاعد. والأجمل أنها كانت حملة شعبية، وضعت حكوماتٍ غربية في مواجهة شعوبها، ولذلك رأينا بعضها يتبرّأ من دعمه أو حتى تعامله مع أطراف النزاع، رغم أنّهم كانوا لا يدعمون أي طرفٍ دعماً معلناً.
وكما قلت:
سقطت الفاشر إعلامياً، وبابنوسة كذلك، لكن الفارق أنّ بابنوسة – حتى اللحظة – ما زالوا خارج أسوارها يتجرّعون الهزائم، لكن التضليل الإعلامي يمنحهم صورة مغايرة للواقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى